جميعنا لا نستطيع أن ننسى الضرر الذي يلحقه بنا الاخرون من حولنا ، ولا
ننسى خيبات الامل التي تصيبنا حين نكون واثقين من شخص ما ويتخلى عنا لأي
سبب ،
سواء كان السبب قهري أم لأننا لم نثق في الشخص الصحيح ، ولكن الحياة مع
حمل تلك الذكريات شيء صعب وينغص علينا حياتنا ولا يجعلنا نتمتع بالسلام
والهدوء والراحة حتى مع النفس ، لذلك يجب أن نتعلم طرق كيف نغفر للآخرين
كما تعلمنا من قبل كيف نغفر لأنفسنا.
كيف تسامح في 5 خطوات سهلة
أولا: تقدير قوة المغفرة
إذا كنت حقا تريد أن تتعلم المغفرة بصفتك رجلا لديه قوة شخصية وإرادة عليك أن تكون صادقا مع نفسك ، لتعلم أن الصفح يفيدك أنت أولا كرجل قبل أن يفيد الآخرين من حولك ، وتخيل مقدار العبء الذي نحمله في أنفسنا حين نحمل الضغينة لمن أساء إلينا وهذا دون ذكر الرغبة في الانتقام ممن أساء إلينا ، فالصفح والمغفرة يفيداننا نحن قبل أي شخص آخر.
ثانيا: تحمل المسؤولية
اعلم أن المغفرة ليست شيئا سهلا على الاطلاق ولكن هناك عنصرا يمكننا من خلاله أن نوازن أحساسنا ورغبتنا في الانتقام ، ومنها يمكننا أن نرى الصفح والمغفرة شيئا ممكنا ، وهو عن طريق أن ندرك أن لنا يدا وطرفا في تحمل مسؤولية الخطأ الذي وقع وأن علينا تحمل جزء من المشكلة ، فالبتأكيد أن كل انسان سواء رجل أو امرأة له يد ودور في أية مشكلة تحدث له ، فليس هناك أنسان بريء مائة بالمائة ، وحتى في حالة كونك بريئا مائة في المائة يمكنك التفكير في كيفية التعامل مع المشاكل وحلها دون الرغبة في الانتقام وما نحمله في أنفسنا من مشاعر سلبية.
ثالثا: تأمل وجهات النظر
جميعا نرى أنفسنا على حق ونرى الاخرين هم المخطئون دوما ، ولكن نحن هنا لا نتحدث عن من المخطئ ومن على حق أمام الناس ، ولكن بيننا وبين أنفسنا يجب أن نتحدث بحيادية ودون ترك النفس تقول ما تريد ، بل أن نجعل الضمير هنا هو الحكم العدل وكأن ضميرنا رجل نراه ونتحدث إليه ونقبل ما يحكم به بمنتهى السعادة ودون تشبث كالاطفال ، وهذا يحدث عن طريق أن نرى الامور من وجهة نظر الاخرين وليس من وجهة نظرنا نحن فقط ، وقد يغضب معظم الرجال حين نقول أن الغضب والعناد في نفس الرجل هو ما يدفعه إلى عدم الاعتراف بأي خطأ من جانبه ، وبالتالي عدم القدرة على المغفرة.
ويتساءل معظم الرجال لماذا النساء أطول عمرا وأكثر صحة في بعض الحالات من الرجل ، لأن المرأة لديها قدرة على المغفرة والتسامح أعلى من الرجل وهذا دون شك ، ولذلك تتعاطف المرأة مع أولادها ومع كل الأمور التي تمر بها في الحياة بعكس الرجل.
رابعا: تقبل النقص والعيوب
من منا سواء كان رجلا أو امرأة كامل الشخصية والمميزات ، لا والاهم أن نكون خالين من العيوب ، تلك استحالة بكل تأكيد فتقبل العيوب والنقص في أنفسنا قبل الاخرين هو مفتاح السر للوصول إلى الصفح والمغفرة.
خامسا: التحدث لمن ظلمك
كثيرا ما نريد أن نتحدث مع من وجه إلينا إساءة ، ولكن في كثير من الاحيان لا نقدر أن نقوم بتلك الخطوة فقد يفهمها الاخرون بغير ما نريد ، وهنا يمكن الحديث عن هذا الامر إلى صديق موثوق فيه ، لأن بداية الحديث عما نشعر به في النفس تجاه الاخرين هو بداية الطريق للشفاء والوصول للصفح والمغفرة والسلام مع النفس ، ومفضل أن نتحدث مع أنفسنا بصوت عالٍ عما يدور في أنفسنا دون وجود أحد ، ولا يجب أن ننظر إلى هذا على أنه درب من الجنون بل على العكس هو طريقة آمنة لحفظ الاسرار دون الاطلاع عليها من احد وحتى اقرب الاصدقاء ، ومنها يمكن الوصول إلى تفريغ النفس من المشاعر السلبية التي نختزنها في النفس ، وقد نجد بتلك الطريقة حلا أو وسيلة لكيفية التعامل مع المحيطين بنا أو المشكلة التي نواجهها.
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.