لا تزال التربية العربية متأثرة بالنظرية الأفلاطونية التي تعتبر العقل هو
سيد الجسد و إن الجسد خادم للعقل ، و من ثم نزعت المناهج المدرسية إلى
تربية العقل و تزويده بالمعارف اعتقاداٌ بان هناك مجموعة من الملكات
العقلية التي تقوم المعرفة بتنميتها .
و رغم أن التربويين و علماء النفس يؤكدون على أن الإنسان كائن عضوي متكامل و أن سلوكه يشتمل على الجوانب الثلاثة الآتية :
أ - المستوى العقلي ( Cognitive domain ) :
و يشمل في تصنيف بلوم الأهداف السلوكية على مستويات تتدرج من الأسفل إلى الأعلى
التذكر ( Memorization ) ، الفهم ( Understanding ) ، التطبيق (
Application ) ، التحليل ( Analysis ) ، البرهنة و القياس ( Analogy ) ،
التقويم ( Evaluate ) .
ب - المستوى الوجداني أو الانفعالي ( Affective domain ) :
وهو يعني بإصدار السلوك الانفعالي و الوجداني و يتضمن خمسة مستويات تتدرج أيضاً من الأسفل إلى الأعلى
الرضا و القبول ( Accepting ) ، الاستجابة ( Response ) ، التقييم (
Valuation ) ، التنظيم و الحكم القيمي ( Value Organization and Value
Judge ) ، التخصيص القيمي ( Value Characterization ) .
ج - المستوى الحس حركي نفسي ( Sico motor domain ) :
و هذا المستوى يتعلق بممارسات الحس حركية التى يصدرها الإنسان و يشمل المهارات الحسية الحركية و التي تنقسم إلى :
١ المهارات البسيطة ( Simple skills ) مثل الإيماء .
٢ المهارات المركبة ( Complex skills ) مثل القراءة و ركوب الدراجة و السباحة .
٣ المهارات التناولية مثل التقاط الكرة .
و رغم هذا التصنيف الدقيق للسلوك الإنساني نجد أن المناهج الدراسية في نظم
التعليم العربية تنحاز بشدة إلى المستوى الأول و هو المستوى العقلي و نوضح
هذا بالتفصيل غداً في الجزء الثاني من سلسلة تربية الوجدان
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.